التعليم والبحث العلمي الصيني
التعليم والبحث العلمي الصيني
الصين هي أكثر دول العالم سكاناً، مع تخطي عدد سكانها حاجز 1. 3 مليار نسمة، يعيشون على مساحة 9,500,000 كيلو متر مربعاً، فهي الرابعة من حيث ترتيب المساحة عالمياً، مع أكثر من 5,000 سنه من الحضارة. هذا الإرث الثقافي والحضاري الضخم، جعل من الضروري وجود نظام تعليمي قوي قادر على إثراء التراث والحضارة الصينية، وكذلك تمكين أصحاب العقول الفذة بالأدوات العلمية وتسليحهم بالخبرة في العديد من المجالات، وهو أحد الدعائم الرئيسية التي تقوم عليها النهضة الصينية الآن.
يتجاوز عدد طلاب العلم في الصين 200 مليون طالب، يدرسون في شتى المجالات العلمية في الهندسة والاقتصاد والطب والأدب والفنون إلخ
أهمية التعليم في الصين:
يعد النظام التعليمي في الصين وسيلة أساسية لغرس القيم وتعليم المهارات اللازمة لشعبها، وتعلّق الثقافة الصينية التقليدية أهمية كبيرة على التعليم كوسيلة لتعزيز قيمة الفرد وحياته المهنية، ففي أوائل الخمسينيات من القرن الماضي عمل الحزب الشيوعي الصيني بجدٍ لزيادة معدل محو الأمية في البلاد وهو جهد أكسبه دعمًا كبيرًا من السكان، ومع ذلك وبحلول نهاية ذلك العقد لم تعد الحكومة قادرة على توفير وظائف كافية لتلبية توقعات أولئك الذين حصلوا على بعض التعليم الرسمي، وقد ساهم بذلك تقلص الميزانيات التعليمية، ومناهضة الفكر المتأصل في فترات الحملة الجماهيرية الأكثر راديكالية والتي أثرت على مكانة ونوعية الجهد التعليمي، حيث جعلت هذه الضغوط المتضاربة السياسة التعليمية مقياسًا حساسًا للاتجاهات والأولويات السياسية الأكبر، وسرعان ما أثر التحول إلى التنمية الاقتصادية السريعة والبراغماتية كهدف وطني مهيمن في أواخر السبعينيات على النظام التعليمي في الصين.
العوامل المؤثرة على التعليم في الصين:
تتميز الصين بالهدوء والاستقرار السياسي مما جعلها أرض خصبة لمجتمع تعليمي بناء يقوم على أسس علمية متطورة ويواكب التسارع الكبير في مجال التكنولوجيا والعلوم الحديثة. تمتلك الصين ثقافة تعليمة كبيرة. لطالما اهتم المواطن الصيني البسيط بإعطاء فرصة لأولاده بالحصول على التعليم الجيد في المدارس الحكومية، وهو ما أعطى النظام التعليمي الحالي دفعة قوية لتحقيق الإنجازات التي يجني ثمارها الآن من نهضة حقيقية تحياها آلامه الصينية.
أبرز مراحل تطور التعليم الصيني:
يعتبر أول من وضع أسس التعليم الحديث في الصين هو الإمبراطور “ماوتس تونج”، من خلال تقديم نموذج متميز يقوم على تطوير مهارات الفرد وجعله أكثر خدمة لمجتمعه وأكثر إنتاجية ومن أهم هذه الأسس
1. الاهتمام بالتعليم المهني والتكنولوجي.
2. العمل بقرار التعليم الإلزامي للأفراد من سن السادسة.
3. تعميم التدريب المهني لغير القادرين مالياً على استكمال دراستهم الجامعية.
مراحل التعليم في الصين:
التعليم الأساسي:
يشتمل التعليم الأساسي في الصين على ثلاث مراحل أساسية وهما التعليم ما قبل المدرسي والتعليم الابتدائي والتعليم الثانوي بشقيه الأكاديمي والمهني. بعد هذه المراحل التعليمة المختلفة والمصممة خصيصاً لرفع مستوى الطلاب تعليماً بحيث يصبحون قادرين على العمل بشكل يخدم التطور الذي تعيشه الامه الصينية.ثم تأتي الحاجة إلى مرحلة التعليم الجامعي لكن هذه الخطوة ليست بتلك السهولة في الصين.
يصل الطالب إلى المرحلة الجامعية بعد اجتيازه امتحان القبول الوطني للتعليم العالي بعدها يصبح الطالب مؤهلاً لخوض تجربة الجامعة.
التعليم العالي:
يضم التعليم العالي فئتين أساسيتين، وهما: الكليات التي تقدم شهادة أو دبلوماً بنظام دراسة يمتد على ثلاث سنوات في المواد الأكاديمية والمهنية. أما الفئة الأخرى وهي الجامعات التي تقدم درجات جامعية تمتد على نظام أربع أو خمس سنوات للدراسة تمنح بعدها الدرجات العلمية والأكاديمية المختلفة، كما يضم برامج أخرى مثل الدراسات العليا أو الدكتوراة.
تطور وانفتاح:
من خلال ما تم توضيحه في هذا المقال القصير، يتضح لنا بأن التعليم وسيلة غاية في الأهمية لتقدم الشعوب فهو يلعب دوراً رئيسياً في ذلك. حيث تعد الصين نموذجاً قويا لإرادة الشعوب في تحقيق التنمية و الرخاء عن طريق نظام تعليمي فعال وغير تقليدي، لكن من أين يأتي كل هذا التطور؟
في العام 1960 بدأت الصين في الانفتاح على العالم. أرغمها على ذلك حاجتها للتطوير في كثير من المجالات ومنها مجال التعليم. وبالتالي بدأت عمليات التحديث الحقيقية من هذا الاتجاه، فعرفت الطريق إلى أساليب جديدة يمكن تضمينها خلال مراحل التعليم المختلفة، كذلك الاستعانة بالخبرات الأجنبية الكبيرة في هذا المجال. عن طريق إرسال المتميزين من الطلاب في منح دراسية للخارج ثم العودة لاحقاً إلى بلادهم بحيث تستفيد من خبرتهم التي اكتسبوها في الخارج في تطوير أساليب التعليم.
الخلاصة:
النظام التعليمي الصيني هو الأكبر في العالم وهو ما يجعله محط أنظار الكثير من الباحثين والأكادميين، نظراً للثقة التي يتمتع بها في باقي بلاد العالم، ويعتبر وجهة مميزة لهم لإعداد رسائل الماجستير والدكتورارة في العديد من المجالات.