صناعة السيارات في الصين
تصنف الصين كبلد صناعي من الطراز الفريد، لطالما سعت الأمة الصينية دائماً إلى التطور والتقدم في كل المجالات الصناعية والتكنولوجية الكبرى ومنها صناعة السيارات وأيضا تصنيع وتجميع جميع قطع الغيار اللازمة لعمليات الصيانة والتي يتم تسويقها في جميع أنحاء العالم.
مرحلة التأسيس:
بدأت محاولات الصين في تصنيع السيارات مبكراً جدا، حتى أثناء الاحتلال الياباني للصين أيضا من قبل ذلك، حيث في العام 1928 كان هناك أول محاولة لتصنيع شاحنة تدعى “مينغ شينغ” من قبل مصممها المهندس “دانيال أف ميارز” ولكن لم تنجح المحاولة، حيث نجح اليابانيون في قصف المصنع قبل بدا عملية الإنتاج، لكن ومع استمرار الحرب بدأ المصنعون الصينيون في الاتجاه نحو إنتاج محركات الفحم والتي لاقت اهتماما عالميا نظرا لدقة تصنيعها وقوتها.
ثم أخذت صناعة السيارات الصينية في التطور سريعا حتى وصلت إلى قمة مجدها مع نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثانية.
نظرة إعجاب
في منتصف الثمانينيات بدأت النظرة تختلف تجاه السيارات من قبل المستهلكين، فبدلاً من التركيز على القوة أو الشكل أصبح التركيز منصبا على عوامل الأمان داخل السيارة وقدرتها على توفير الوقود والحفاظ على البيئة. وهو ما حول مصنعي السيارات الصينية تحقيقه.
أبرز مصنعي السيارات الصينية:
يعتبر السوق الصيني من أكبر أسواق صناعة السيارات في العالم لما يحتويه من عدد هائل من شركات لها تاريخ كبير في تصميم وإنتاج السيارات، حيث بلغ عددها في عام 2020 حوالي 55 شركة ومصنع تقوم معظمها من خلال شركات صينية أو من خلال اتفاقيات بين الدول بهدف التصنيع داخل الأراضي الصينية.
واهما:
-
شركة جيلي
-
حريت وول
-
بي أي دي
-
سايك
أما الشركات غير الصينية المتواجدة في السوق الصينية:
-
شركة بي إم دبليو الألمانية
-
شركة فيات الإيطالية
-
شركة فورد الأمريكية
-
شركة جينرال موتورز الأمريكية
تطور واستثمار:
منذ أن بدأ التنين الصيني في الصعود عالمياً كقوة اقتصادية جبارة بدأ الاهتمام يتجه نحو تصنيع وإنتاج ليس فقط قطع غيار أو حتى تجميع أجزاء فقط بل تصنيع وحدات كاملة من السيارات التي تخدم فئات كثيرة ومتنوعة من الأغراض البشرية، فنرى شاحنات النقل الثقيل وأيضا السيارات الاقتصادية والعائلية.
هذه الصناعات والتي تحتاج إلى جهود جبارة من قبل الحكومات والدول المستضيفة لهذه الشركات لم تكن لتنجح لولا توافر البيئة والمناخ المناسب مثل البنية التحتية القوية والعقول الفذة والقوانين المنظمة لحركة الإنتاج والبيع للمستهلكين، وكذلك قوة وضخامة الاقتصاد الصيني التي ساهمت بشكل أساسي في تقدم هذه الصناعة.
الصناعة الصينية حققت أعظم استفادة ممكنة من جميع شركات السيارات. الأمريكية، الأوروبية الآسيوية. حيث استخدمت حاجتهم في الدخول لهذا السوق العملاق الضخم، واستغلتها بشكل ربما يكون الأذكى في تاريخ الصناعة، باختصار اشترطت الحكومة الصينية على أي شركة أجنبية، لها رغبة في الدخول إلى هذا السوق الصيني إن تشارك شركة محلية، وأن يتم صناعة السيارات في الصين من الألف إلى الياء، ولا تكون مجرد عملية تجميع.
أرقام وحقائق:
وصلت مبيعات الصين من تجارة السيارات في العام 2005 إلى 3 ملايين سيارة، مع تضاعف الإنتاج أربع مرات خلال خمس سنوات فقط من العام 2000م، مما جعل الصين تحتل المرتبة الثالثة من قائمة مصنعي السيارات في العالم بعد الولايات المتحدة واليابان.
بدأت الصين تهيمن على مجال صناعة السيارات منذ عام 2009 مع احتلالها المرتبة الأولى عالمياً إلى أن وصلت لمبيعات قياسية في عام 2014 بعوائد تقدر بتريليون دولار.
شراكات واتفاقيات بي ام دبليو في السوق الصينية:
عقدت بي ام دبليو اتفاقية تاريخية مع شريكتها الصينية بريليانس والتي تضررت بشكل كبير من جائحة كورونا حيث تسعي الشركتين من خلال التوسع في السوق إلي مبيعات تصل إلي 430 ألف سيارة سنوياً. حيث يقام المصنع في مدينة شينيانج الشمالية، بمساحة تبلغ 45 ألف متر مربع وبتكلفة تبلغ مليار يورو مع الاستعانة بأقوى وأحدث الأساليب التكنولوجية الألمانية.
فولكسفاجن:
تعتبر شركة فولكسفاجن الألمانية من أولى الشركات العالمية التي أبرمت اتفاقيات مع مصنعي السيارات الصينيين في منتصف ثمانينيات القرن الماضي وهو ما انعكس بالإيجاب على مبيعات الشركة حتى وصلت في العام 2019 إلى 20 مليار دولار ثم بدأت الشركة في وضع اتفاقيات جديدة مع الحكومة الصينية تستهدف من خلالها ضخ استثمارات جديدة تصل إلى 30 مليار دولار بهدف التركيز على إنتاج السيارات الكهربائية بدلا من مثيلتها من البنزين.
مستقبل صناعة السيارات في الصين:
لصناعة السيارات في الصين مستقبل باهر حقاً، فمع التركيز أكثر على التحول لتصنيع السيارات المحافظة علي البيئة، مثل السيارات الكهربائية والهجينة. يتضح لنا بأن الصين تغزو السوق فعليا بمنتجاتها الغير قابلة للمنافسة والواعدة في نفس الوقت.